responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 435

ونسأل: ما الذي منع ابن تيمية من ذكر الأعمش في مجال المقارنة، وهو ـ كما يتضح من الأقوال المتقدّمة ـ أكثر حديثاً من الزهري، وأكثر مسنداً منه؟!

وما الذي منعه منه، وقد عُرف الأعمش بسمات لم يُعرف بها الزهري، مثل الزهد، والورع، ومجانبة السلاطين، والبُعد عن ملاذّ الدنيا وزبرجها؟![1]

إنّ السبب في ذلك واضح جداً، فقد ذكرنا سابقاً، أنّ الزهري كان مقرّباً لدى حكام بني أُمية، وأنّه كانت له صورة كبيرة في دولتهم (حسب تعبير الذهبي)، وأنّه أفسد نفسه بصحبة الملوك(كما قال مكحول)، وكان هشام بن عبد الملك قد صيّره مع أولاده يعلّمهم ويحجّ معهم[2]، ولمّا كان ابن تيمية معجباً بسيرة حكّام بني أُميّة وسياستهم الجائرة، فلا غرابة، إذاً، أن ينظر بعين التقدير والتعظيم لمفتي بلاطهم ومحدِّثه، وأن يتجاهل مثل الأعمش، بل يرى الإمامَين الباقر والصادق (المناهضَين للحُكم الأموي) دون الزهري في العلم والحديث!!

الخامس: موقف البخاري من أحاديث الإمام الصادق(عليه السلام)

ذكر ابن تيمية في كلامه أنّ البخاري استراب في النقل عن الإمام الصادق(عليه السلام)لما بلغه عن يحيى بن سعيد القطّان: فيه كلام، فلم يخرج له.

أمّا يحيى بن سعيد القطّان فهو أبو سعيد يحيى بن سعيد من تابعي


[1] كان الزهري يعلم من نفسه التعلّق بالدنيا، فقد روى الحميدي، عن سفيان بن عيينة، أنّه قيل للزهري: لو أنّك سكنت المدينة، ورحت إلى مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وقبره، تعلَّم الناس منك؟ قال: إنّه ليس ينبغي أن أفعل حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة. سير أعلام النبلاء:5/237.
[2] سير أعلام النبلاء:5/331.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست