responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 379

وتلاعبه بالسنن والقيم، فلم يلتزموا بتكليفهم؟

وهل يظنّ ابن تيمية أنّه أعلم بالحكم، وأقدر على تشخيص المصلحة من أُولئك الثائرين (من أهل العلم والدين)، الذين تشرّفوا بصحبة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)أو رؤيته، أو عاشوا في كنف الصحابة؟

3. ثورة التوابين في الكوفة

إنّ ثورة أهل المدينة على عامل يزيد وإخراجه من المدينة صارت سبباً لثورة ثالثة، عُرفت باسم حركة التوابين حيث أحسّوا أنّهم قصّروا في حق إمامهم فثاروا على قتلة الإمام وعلى رأسهم النظام الحاكم. وكان قادة الثورة من الصحابة والتابعين الذين كانت لهم مكانة بين الناس وهم: سليمان بن صرد الخزاعي (وكانت له صحبة مع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم))، والمسيَّب بن نَجَبة الفزاري، وكان من أصحاب علي(عليه السلام)وخيارهم; وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي; وعبد الله بن وال التيّميّ; ورفاعة بن شدّاد البجلي.

ومن أراد أن يقف على واقع الثورة ونتائجها فليرجع إلى موسوعتنا بحوث في الملل والنحل.[1]

ثم تلتها ثورات أُخرى كثورة المختار الثقفي، وثورة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وثورة زيد بن علي بن الحسين(عليه السلام) وكلّ هذه الثورات بين أن تكون استمراراً لثورة الإمام الحسين(عليه السلام)، أو متأثّرة بها، وقد أدّت هذه الثورات المتتالية إلى تقويض النظام الأُموي، الذي لم يستمر ـ بعد ثورة الحسين ـ إلاّ نحواً من سبعين سنة.


[1] بحوث في الملل والنحل:1/246ـ257.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 379
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست