responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 377

العمادين، وذلك لعوامل خلفت رفض ذينك الأمرين المهمين.

كانت الأُمّة تعيش بين الترغيب والترهيب فصارت محايدة عن كلّ عمل إيجابي يغيّر الوضع الحاضر، وهم بين راض بما يجري، وبين مبغض صامت، يترك الأمر إلى الله تبارك وتعالى، فكانت القلوب مشفقة والأيدي مغلولة .

فلمّا قام الحسين في وجه الظلم بأولاده وأصحابه القليلين، نفث في جسم الأُمّة روح الكفاح والنضال وحطّم كلّ حاجز نفسي واجتماعي كان يصدّهم عن القيام، وأثبت أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الظروف الحرجة ليس رهن العِدّة والعُدّة، بل إذا حاق الخطر بالأُمّة من ملوكها وأمرائها وزعمـائها وأصبحـوا يسوقون الناس بأفعالهم وأعمالهم، والمجتمع إلى العيث الجاهلي، وجب على المؤمن الاستنكار بقلبه ولسانه ويده، فكان في قيامه تحطيم السدود المزعومة الممانعة عن القيام بالفريضة، ولأجل ذلك استتبعت ثورته، ثورات عديدة تترى من غير فرق بين من ثار وهو على خط الإمام وبين من ثار في وجه الطغمة الأموية ولم يكن على خطه وفكره ولكن الكل كانوا مستلهمين من تلك الثورة العارمة، ولولا حركة الحسين(عليه السلام) لما كان لهذه الحركات أيّ أثر في المجتمع الإسلامي، وإن كنت في ريب من ذلك فعليك بدارسة الثورات المتتابعة بعد قيامه ونهضته.

2. ثورة أهل المدينة

بعد ما استشهد الإمام الحسين(عليه السلام) عزل يزيد عامله على المدينة الوليد، وولّى عثمان بن محمد بن أبي سفيان.

اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست