responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 369

الظالمين وإسقاطهم عن عروشهم، ودفع الأُمور إلى الصالحين من الأُمّة.

فلنستعرض هنا هذه الثورات بصورة موجزة:

1. ثورة الإمام الحسين(عليه السلام)

إنّ ثورة الحسين(عليه السلام) منذ تفجّرها صارت أُسوة وقدوة لسائر الثوّار، ويكفي في بيان واقع هذه الثورة ما يقوله خبير التاريخ وحجته ابن أبي الحديد، قال: سيد أهل الإباء الذي علّم الناس الحميّة والموت تحت ظلال السيوف، اختياراً له على الدنيّة، أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهما السلام)عُرض عليه الأمان وأصحابه، فأنف من الذلّ، وخاف من ابن زياد أن يناله بنوع من الهوان، إن لم يقتله، فاختار الموت على ذلك.[1]

ونحن وإن كنّا نعتقد بأنّ الإمام الحسين(عليه السلام) أسمى من أن يحتاج إلى من يصوّبه في نهضته المباركة ضد الظلم والطغيان، ولكن لا بأس بذكر شيء ممّا ورد في ذلك، لدحض ما يذهب إليه ابن تيمية من «أنّ الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم هو أصلح الأُمور للعباد، وأنّ أفاضل المسلمين كانوا ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة»، ثم استشهد لذلك بأقوال بعض من أشار على الحسين(عليه السلام) بعدم الخروج، وبإيراد أسماء ثلاثة رجال قال إنّهم كانوا ينَهون عن الخروج[2]، متغاضياً عن ذكر ثلّة من الرجال، الذين ثاروا ضد أئمة الجور، أو دعَوا إلى جهادهم، أو صوّبوا رأي الثائرين عليهم، ومن هؤلاء:


[1] شرح نهج البلاغة:3/249.
[2] منهاج السنة: 4/529 و 531، وفي طبعة بولاق : 2/241.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست