responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 340

أحد،ولكنّ ابن تيمية لا يفقه هذا المعنى، أو لا يريد أن يفقهه، بعد أن شاء له سوء حظّه اتّباع من أعمى الله بصائرهم.[1]

ومن هنا، حاول بكلّ جهده، التلبيس، عن عمد، على نفسه، وعلى مقلّديه، وهو يتناول فضائل علي بالتكذيب، أو التشكيك، أو التهوين من قدْرها وخطرها.

الإطاحة بالوحي

لمّا ذهبت الشيعة في أمر الإمامة إلى أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)نصّ على خلافة علي وأولاده (عليهم السلام)، زعم ابن تيمية أنّ من يقول بكون الولاية منحصرة في بيت رسول الله فيه أثر جاهلية عربية أو فارسية، وإليك نص كلامه: ولم يقل أحد قط: إنّي أحقّ بهذا من أبي بكر، ولا قاله أحد بعينه:إنّ فلاناً أحق بهذا الأمر من أبي بكر، وإنّما قال من فيه أثر جاهلية عربية أو فارسية: إنّ بيت الرسول أحقّ بالولاية لكون العرب كانت في جاهليتها تقدّم أهل بيت الرؤساء، وكذلك الفرس يقدّمون أهل بيت الملك.[2]

يلاحظ عليه: أنّ الخلافة ـ وإن شئت قلت: إمامة الناس ـ منصب إلهيّ يضعه سبحانه في مَن شاء، وليست مشيئته سبحانه، مشيئة اعتباطية، بل يضعها حسب قابليات ومؤهّلات الشخص، ولهذا نرى أنّ إبراهيم(عليه السلام) لمّا


[1] قال معاوية بن أبي سفيان لعقيل بن أبي طالب وقد كُفّ بصره: أنتم معشر بني هاشم تُصابون في أبصاركم! فقال عقيل: وأنتم معشر بني أُميّة تُصابون في بصائركم! العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي:91.
[2] منهاج السنة: 6/ 455 ـ 456، وفي طبعة بولاق : 3/269 .
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 340
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست