responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 25

فعكف القوم ـ إلاّ القليل منهم ـ على عبادته، دون أن يدور في خُلد أحدهم أنّ هذا يخالف ما دعاهم إليه نبيّهم موسى(عليه السلام) عبر السنوات الطوال، وهذا ما يحكيه الذكر الحكيم عنهم، قال سبحانه:

((وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبيلاً اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمينَ)).[1]

وفي آية أُخرى يتّضح بصراحة أنّهم اتّخذوا هذا العجل إلهاً لهم، قال سبحانه: ((فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إلهُكُمْ وَإلهُ مُوسى فَنَسِيَ)).[2]

وهذه الحوادث التاريخية المريرة على قلب موسى(عليه السلام)التي يذكرها القرآن الكريم تحكي انحراف بني إسرائيل عن خط التنزيه إلى خط التجسيم.

تطرّق فكرة التجسيم إلى النصرانية

لقد بُعث المسيح(عليه السلام) إلى بني إسرائيل بنفس ما بعث به الكليم(عليه السلام) ((وَإذْ قالَ عيسى ابنُ مَرْيَمَ يا بَني إسرائيلَ إنّي رَسُولُ اللهِ إلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ))[3]، وصرّح(عليه السلام) بعبوديته لله سبحانه، منذ أن كان في المهد صبيّاً((قالَ إنّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً))[4].

ولكن تطرّقت فكرة التجسيم إلى النصرانية بعدما رفع الله المسيح(عليه السلام) .


[1] الأعراف:148.
[2]طه: 88 .
[3] الصف:6.
[4]مريم:30.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست