اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 24
إلهاً مثل ما لهؤلاء آلهة، لكي يعبدونه، فكأنّهم فكّروا أنّ عبادة الإله غير المرئي أمر غير مفيد، فيجب أن يكون المعبود بصورة موجود مجسّم، وهذا ما يحكيه قوله سبحانه:
فالآية تحكي أنّ النزوع إلى الوثنية كان راسخاً في نفوسهم حتى غفلوا عن النعمة الكبرى التي شملتهم، وهي نجاتهم من فرعون، فطلبوا من موسى ما يضاد شريعته وعقيدته.
2. طلبهم رؤية الله تعالى
الشاهد الثاني على رسوخ فكرة التجسيم عندهم أنّهم طلبوا من موسى(عليه السلام)رؤية الله سبحانه بالعين، ولولاها لم يؤمنوا به، وهذا ما يحكيه الذكر الحكيم في قوله سبحانه:((وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ)).[2]
3. عبادتهم العجل في غياب موسى(عليه السلام) عنهم
الشاهد الثالث على رسوخ فكرة التجسيم في أذهانهم وأنّهم كانوا يميلون إلى الإله المجسّم أكثر من ميلهم لما دعاهم إليه موسى(عليه السلام)، اغترارهم بما صنع السامريّ حيث صنع لهم عِجْلاً جسداً له صوت، ودعاهم لعبادته،