responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 183

وعظم وقالوا: ((وَجَعَلَ الآلِهَةَ إلهاً واحِداً إنّ هذا لَشَيءٌ عُجابٌ* وَانْطَلَقَ المَلاَُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ* ما سَمِعْنا بِهذا في الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إنْ هذا إلاّ اخْتِلاقٌ))[1]، فلمّا فتح الله على نبيه مكة قال: يا محمد ((إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ)) عند مشركي مكة بدعائك إلى التوحيد فيما تقدّم وما تأخّر».[2]

بيان آخر للآية

هناك بيان آخر للآية وهو أنّ النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) بسبب نهضته بوجه الشرك والمشركين والوثنية صار غرضاً لسهام الاتّهام والشبهات، ولأجل أن توضع الحواجز بينه وبين الناس اتّهمه المشركون بتهم كثيرة ذكرها القرآن الكريم وهي(كاهن، ساحر، يتعلّم القرآن من غيره، أو مجنون لا يعتدّ بقوله وعمله) وغير ذلك.

وكلّ هذه الأوصاف انتشرت في الجزيرة العربية بين الناس، ومن المعلوم أنّ أكثر المشركين تلقّوا ذلك بالقبول، ولذا كانوا يبتعدون عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)والإيمان به، ولمّا قام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بهذا الفتح المبين الذي زالت به شوكتهم وكسرت قوتهم، وأصبح هو القائد المحنّك الذي أصبح قادراً على قيادة أُمّة كبيرة وإدارة أُمور لا يقوم بها إلاّ الأمثل من الرجال، فأثبت بذلك أنّه ليس بكاهن ولا ساحر ولا مجنون، وأين فتح البلاد وغزو الأقوام المسلحة،


[1] ص: 5ـ7.
[2] عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 180 ; مجمع البحرين:2/104.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست