responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 171

فهذا هو رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يسمع من زوجته الاستعاذة به، فلو كانت الاستعاذة أمراً محرّماً أو سبباً للشرك أو تجاوزاً للحدّ ووروداً في الغلو، لنهى رسول الله عائشة وكان عليه أن يغضب عليها أكثر من غضبه لضرب القصعة والرمي بها.

6. التقرّب إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)

روى أبو هريرة أنّ النبي قال: إنّ النساء أكثر أهل النار يوم القيامة، وعندئذ تقربت النساء بما استطعن، وكان في النساء امرأة عبد الله بن مسعود فانقلبتْ إلى عبد الله بن مسعود، فأخبرتْه بما سمعت من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأخذت حليّها، قال ابن مسعود: أين تذهبين بهذه الحليّ؟ قالت: أتقرّب بها إلى الله ورسوله... الخ.[1]

والشاهد في قول زوجة ابن مسعود: «أتقرّب بها إلى الله ورسوله»، فجعلت التقرّب إلى الرسول في عداد التقرّب إلى الله، دون أن يستشمّ منها المقرئ الكبير ريح الشرك والغلو.

وما ذلك إلا لأنّ التقرّب إلى الرسول بما أنّه رسول الله، والمبلّغ عنه، فهو تقرّب إلى الله سبحانه، ويشهد على ذلك قوله سبحانه: ((وَمَا نَقَمُوا إلاّ أنْ أغناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ))[2]، وقال سبحانه: ((وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللهُ )(وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنا اللهُ سَيُؤتِينا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ)).[3]

ومن المعلوم أنّ إغناء الرسول وإيتائه إنّما هو بحول من الله سبحانه، فما


[1] مسند أحمد:2/373; حلية الأولياء:2/69.
[2] التوبة:74.
[3]التوبة:59.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست