responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 161

الرابعة: وشفّعه فيّ

ومعنى هذه الجملة هو: اجعل النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) شفيعي وتقبل شفاعته في حقّي.

وبذلك يتّضح أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بشخصه ونفسه الكريمة، هو محور الدعاء كلّه، وليس فيه أي دليل على التوسّل بدعائه(صلى الله عليه وآله وسلم)أصلاً.

وكلّ من يزعم أنّ ذلك الرجل الضرير قد توسّل بدعاء النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لا بشخصه وشخصيّته، فإنّما تغافل عن نصوص الرواية وتجاهلها.

وبما أنّ الرواية صريحة في ردّ مذهب ابن تيمية ومَنْ تابعه، حاولوا أن يشكّكوا في دلالة الحديث بشكوك واهية، نذكر منها ما يلي:

1. أنّ التوسّل كان في حضور النبي لا في غيابه، مع أنّ محطّ البحث في هذه الأيام هو التوسّل به في غياب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).

يلاحظ عليه: كيف يقول ذلك والحديث نصّ على أنّ الضرير توسّل بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في غيابه، بشهادة ذيل الحديث حيث يقول ابن حنيف:«فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث، حتى دخل علينا كأن لم يكن به ضرٌّ»، فإنّ قوله: قد دخل علينا، حاك عن أنّ الأعمى قد ذهب إلى التوضّؤ والصلاة في مكان بعيد عن محضر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وعمل بما أمر به النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ثم جاء إليه وقد ذهب ضرّه.

2. أنّ التوسّل كان في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن لم يكن في محضره، ولكن الكلام في التوسّل بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بعد رحيله إلى الله سبحانه، ولا يمكن الاستدلال بهذه الرواية على جوازه.

اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست