responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 148

الجواب ويردّ على المسلِّم، ولكن ابن تيمية لما كان يعتقد بموت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)موتاً انقطعت به صلته بأُمّته، أراد أن ينفي جواب السلام، فقال: وإذا سلم المسْلم عليه في صلاته «فإنّه وإن لم يردّ عليه» لكن الله يسلّم عليه عشراً، كما جاء في الحديث: من سلّم عليّ مرّة سلّم الله عليه عشراً، فالله يجزيه على هذا السلام أفضل «مما يحصل بالردّ»، كما أنّه من صلّى عليه مرّة، صلّى الله عليه بها عشراً.[1]

فقوله: (فإنّه وإن لم يردّ عليه)، من قبيل إدخال السمّ في العسل، حيث ذكر في ذيل كلامه شيئاً من فضائله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكنّه حاول بذلك إقناع المخاطب بما ذكره من عدم ردّ سلامه. لكن الله يسلّم عليه.

2. الظاهر أنّ ما في الحديث المذكور يُعدّ من خصائصه(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو أنّ الله سبحانه يردّ عليه روحه حتى يجيب، ولكنّ ابن تيمية يريد سلب هذه الفضيلة منه(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعرفون أنّ هذا السلام عليه عند قبره الذي قال فيه: «ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ الله عليّ روحي حتى أردّ عليه السلام» ليس من خصائصه ولا فيه فضيلة له على غيره، بل هو مشروع في حقّ كلّ مسلم حي وميّت.

ومن سلّم(عليه) يسلّم الله عليه عشراً كما يصلّي عليه إذا صلّى عليه عشراً، فهو المشروع المأمور به الأفضل الأنفع الأكمل الذي لا مفسدة فيه، وذاك جهد لا يختصّ به.[2]


[1] مجموع الفتاوى:27/395ـ 396.
[2]مجموع الفتاوى:27/413.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست