responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 141

4

ابن تيمية ومسّ قبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وتقبيل منبره

إنّ من السنن الجارية بين العقلاء، الاعتزاز بما يتركه أحباؤهم وأصدقاؤهم أو آباؤهم من أشياء. ومن مظاهر ذلك الاعتزاز، الاحتفاظ بها، وإدامة النظر إليها لاستذكار أصحابها، وغير ذلك من وجوه التعبير عن مشاعر الحبّ والوفاء لهم، كتقبيل الولد لصورة والده، أو لما كتبه بخطّه.

ومن المعلوم أنّ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) هو أحبّ الخلق إلى المسلمين، ففي حال حياته كانوا يتبرّكون بماء وضوئه وشعره وكلّ ما له صلة به، وبعد رحيله يتبرّكون بمنبره[1] وقبره وآثاره، والباعث على كلّ ذلك هو الحبّ والولاء لصاحب الرسالة الكبرى، أو الرغبة في التبرّك بآثاره، من دون أن يكون فيه أي رائحة للشرك، فإنّ التبرك بآثاره في حال حياته، هو نفس التبرك بآثاره بعد رحيله، فإنّ الداعي إذا كان هو الحب فهو مشترك بين الحالين، وإن كان الداعي هو التبرك أي ترقّب رحمة الله سبحانه عن طريق آثاره(صلى الله عليه وآله وسلم)، فهو


[1] عن ابن قُسيط (يزيد بن عبدالله بن قسيط، المتوفّى 122هـ) والعتبي: كان أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)إذا خلا المسجد جسّوا رمّانة المنبر التي تلي القبر بميامنهم ثم استقبلوا القبلة يدعون. الشفا بتعريف حقوق المصطفى:2/200.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست