responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هداية العلم في تنظيم غرر الحكم المؤلف : شيخ الإسلامي، السيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 12

لأنواع الإنتفاع ، التي جمعها عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ.

فقلت : يا للّه العجب! من هذا الرجل وهوعلاّمة زمانه ، ووحيد أقرانه ، مع تقدّمه في العلم ، وتسنّمه ذروة الفهم ، وقربه من الصّدر الأوّل ، وضربه في الفضل بالقدح الأفضل ، والقسط الأجزل ، كيف غشى عن البدر المنير؟ ورضي من الكثير باليسير؟ وهل ذلك إلاّ بعض من كلّ؟ وقلّ من جلّ ، وطلّ من وبل.

وإنّي ـ مع كسوف البال والقصورعن رتبة الكمال ، والإعتراف بالعجز عن إدراك شأن الأفاضل من الصدور الأوائل ، وقصوري عن الجري في ميدانهم ، ونقص وزني عن أوزانهم ـ جمعت يسيراً من قصير حكمه ، وقليلاً من خطير كلمه ، يخرس البلغاء عن مساحلته ، ويبلس الحكماء عن مشاكلته.

وما أنا في ذلك علم اللّه إلاّ كالمغترف من البحر بكفّه ، والمعترف بالتقصير ، وان بالغ في وصفه ، فكيف لا؟ وهو عليه السلام الشارب من ينبوع النبوي ، والحاوي بين جنبيه العلم الإلهي إذ يقول كرّم اللّه وجهه وقوله الحقّ وكلامه الصدق ، على ما أدّته إلينا أئمْة النقلة : انّ بين جنبي لعلماً جّماً لو أصبت له حمله.

وقد جعلت أسانيده محذوفة ، ورتّبت على حروف المعجم حروفه ، وجعلت ماتوافق من أواخر حكمه وتطابق من خواتم كلمه مسجعاً مقرناً لكونه أوقع بسماع الأذان ، وأوقر في القلوب والأذهان ، لشدّة ميل النفوس إلى منظوم الكلام ، وكونها عن منثوره بأبعد مرام ، ليسهل حفظه على قاريه ، ويحلو لفظه للناظر فيه ، والمقتبس من لآليه ، مع إجتزالي أكثرها خشية من كلفة التطويل ، مكتفياً بما فيه الشفاء من الكرب والعناء لذوي العقول والأدب.

وسمّيته غُرر الحكم ودُرر الكلم راجياً من اللّه سبحانه حسن الثواب ، ومستعيذاً به تعالى من كل عاب ، وما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكّلت وإليه متاب.

اسم الکتاب : هداية العلم في تنظيم غرر الحكم المؤلف : شيخ الإسلامي، السيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست