تقرير الاشكال لو كان الملاك في كون المحمول ذاتياً، مساواته للموضوع، للزم خروج كثير من المسائل عن كونها مسائل للعلم، ففي الفن الأعلى نقول:«الموجود واجب»، و المحمول أخصّ من الموضوع لا يوضع بوضعه.
و لكن الإجابة عنه واضحة، إذ ليس المحمول خصوص الواجب، بل المحمول هو القضية المنفصلة المرددة المحمول مثل قولنا: «الموجود واجب أو ممكن». و كما في علم الهندسة، فيقال:«الكمُّ المتصل خط أو سطحٌ أو جسم تعليميّ» و ليس المحمول خصوص الخط، بل هو مع أقسامه.
و منه يظهر أنّ المحمول على الموجود بواسطة الواجب أو الممكن، أيضاً عرض ذاتي كقولنا:«واجب الوجود بسيط» و «الممكن مركب من الوجود والماهية». فإنّ الموضوع للبساطة هو «الموجود الواجب» و هو يساوي البساطة العقلية، كما أنّ الموضوع، هو الموجود الممكن و هو يساوي التركّب العقلي.
وإلى ما ذكرنا يشير الأُستاذ العلاّمة الطباطبائي قدَّس سرَّه بقوله :«إنّ كلاًّ منهما (الواجب والممكن)ذاتيٌّ لحِصَّة خاصة من الأعم المذكور، لأنّ المأخوذ في حدّكلّ منهما هوالحِصَّة الخاصة به، و في حَدّ المجموع المردد، الموضوع الأعمّ بنفسه».[ 1 ]
مقصوده أنّا إذا قلنا : «واجب الوجود بسيط » فالموضوع ليس مطلق الوجود الأعم، بل الحصة الخاصة التوأمة للواجب، و تكون البساطة من أعراضه الذاتية لمساواتها له، كما إذا قلنا:«الموجود إمّا واجبٌ أو ممكن» ، فالموضوع هو مطلق الوجود الأعم، ليصحّ تقسيمه إلى القسمين:
و بذلك يتبين انّ مساواة العوارض مع موضوع العلم، شرط في المحمولات