responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 83

الصدقات، ويظهرون السرور، ويزيدون في المبرّات، ويعتنون بقراءة مولده الشريف، ويظهر عليهم من كراماته كلّ فضل عظيم»[ 1 ].

وقال أبو شامة المقدسي في كتابه: «ومن أحسن ما ابتدع!! في زماننا ما يفعل في اليوم الموافق ليوم مولده _ صلى الله عليه وآله وسلم _ من الصدقات والمعروف بإظهار الزينة والسرور؛ فإنّ في ذلك مع ما فيه من الاِحسان للفقراء شعاراً لمحبّته»[ 2 ].

أنا لا أوافق الشيخ المقدسي في تسميته للاحتفال بالبدعة إلاّ أن يريد البدعة بالمعنى اللغوي، كما أنّ الاحتجاج على حسن الاحتفالِ بالاَعمال الجانبيّة من صدقات ومعروف وإظهار الزينة...، فإنّ هذه الاَُمور الجانبيّة لا تسوغ الاحتفال، ولا تضفي عليه صبغة شرعية ما لم يكن هناك دليل في الكتاب والسنّة، وقد عرفت وجوده.

وقال القسطلاني: «ولا زال أهل الاِسلام يحتفلون بشهر مولده _ عليه السلام_، ويعملون الولائم، ويتصدّقون في لياله بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، ويزيدون في المبرّات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كلّ فضل عظيم.. فرحم الله امرىءً اتّخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً، ليكون أشدّ علّة على من في قلبه مرض وأعيى داء»[ 3 ].

إذا عرفت ما ذكرناه فلا نظنّ أن يشكّ أحد في جواز الاحتفال بمولد النبيّ الاَكرم، احتفالاً دينياً فيه رضا الله ورسوله، ولا تصحّ تسميته بدعة؛ إذ البدعة هي التي ليس لها أصل في الكتاب والسنّة، وليس المراد من الاَصل؛ الدليل الخاص، بل يكفي الدليل العام في ذلك.


[1] تاريخ الخميس 1 : 323.
[2] السيرة الحلبيّة 1 : 83 ـ 84.
[3] المواهب اللدنية 1 : 148.

اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست