responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 65

رحيل الرسول، دأبوا على زيارة قبره والتبرّك به، حتّى أنّ الخليفتين أوصيا بدفنهما عند النبيّ، لما فيه من التبرّك بتربته، فأين وصف زيارته بالبدعة من عمل صحابته _ صلى الله عليه وآله وسلم _؟ كما أنّه تضافر عن ابن عمر أنّه كان يأتي قبر النبيّ فيسلّم عليه، وعن عمر بن عبد العزيز أنه كان يبرد البريد لزيارة الرسول نيابة عنه، وأنّ بلالاً شدّ الرحال إلى المدينة لزيارة الرسول.

وإضافة ذلك فإنّ الحوار الدائر بين الاِمام مالك وأبي جعفر المنصور، يكشف الغطاء، ويجلّي الحقيقة:

روى القاضي عياض في الشفاء بإسناده عن ابن حميد قال: ناظر أبو جعفر أميرُ المؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _، فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإنّ الله تعالى أدّب قوماً، فقال: (لا تَرفَعُوا أصواتَكُمْ فَوقَ صَوتِ النَّبيِّ )[ 1 ]، ومدح قوماً فقال: (إنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أصواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ )[ 2 ]وذمّ قوماً فقال: صإنَّ الَّذِينَ يُنادُونكَ مِنْ وراءِ الحُجُراتِش[ 3 ]. وإنّ حرمته ميتاً كحرمته حيّاً، فاستكان لها أبو جعفر، وقال : يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو، أم أستقبل رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _؟ فقال: ولِمَ تصرفُ وجهَك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم _ عليه السلام_ إلى الله تعالى يوم القيامة، بل استقبله واستشفع به فيشفّعه الله تعالى، قال الله تعالى: (ولو أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاستغْفَروا الله )[ 4 ].

فانظر هذا الكلام من مالك رحمه الله وما اشتمل عليه من الزيارة والتوسّل


[1] الحجرات: 2.
[2] الحجرات: 3.
[3] الحجرات: 4.
[4] النساء: 64.

اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست