responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 5

جنوح، يناقض الفطرة وترفضهما فهو آية كونه باطلاً. ولاَجل ذلك تخلّينا عن الرهبانية والتعزّب ووأْد البنات؛ لاَنّها تخالف مقتضى الفطرة.

إنّ البحث في كون الشريعة الاِلهية شريعة فطرية، يتطلّب مجالاً واسعاً لما يترتّب على البحث من نتائج مشرقة تعين على حلّ مشاكل أثارها خصوم الاِسلام في مجال خاتمية الشريعة الاِسلامية، حيث إنّهم يرفضون كون الدين ديناً خاتماً، بزعمهم أنّ الحياة الاِنسانية حياة متغيّرة ومتحوّلة فكيف يمكن تدبير المجتمع المتغيّر، بقوانين ثابتة جامدة؟

ولكنّهم لعدم معرفتهم بحقيقة الشريعة الاِسلامية، غفلوا عن أمر هامّ، وهو أنّ المتغيّر في الحياة الاِنسانية هو القشر، لا اللبّ، وإلاّ فالاِنسان بما له من غرائز وميول عُلوية وسفلية لم ولن يتغيّر، وبهذه الميزة والخصوصية هو محكوم بالقوانين الثابتة.

فالاِنسان القديم كان يُحبُّ العدلَ وينفر من الظلم ويميل إلى الزواج والحياة الاجتماعية وهكذا الاِنسان في العصر الحاضر، إذن فالقانون في حقّهما سواء وإن تغيّرت أجواء الحياة وقشورها ولباسها وظواهرها.

الصلة بين الاَحياء والاَموات

إنّ زيارة الاِنسان لقبر حبيبه ومن كانت له به صلة روحية أو مادّية، هي ممّا تشتاق إليه النفوس السليمة؛ فكلّ من يعيش تحت السماء باسم الاِنسان السويّ اذا فارقَ أحبّته وأقرباءه، لا يقطع علاقته بمن شغف قلبه حبّاً، بل هو على حبّه باق، ويريد أن يُجسِّد محبَّته وشوقه بصور مختلفة، فهو تارةً يأوي إلى آثار حبيبه ورسوم داره وأطلاله، فيحتفظ بألبسته وأثاثه وقلمه وخطوطه، ولا

اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست