responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 72

خاتمة المطاف: آيتان على مائدة التفسير

قد تعرّفت على أدلّة جواز التوسّل بالاَنبياء والصالحين، بأقسامه المختلفة، وربّما تثار شبهة حول التوسّل يُتمسك لها ببعض الآيات، فإكمال البحث يقتضي توضيح بعض هذه الآيات التي وقعت ذريعة للشبهة لاَجل التفسير بالرأي، فحاشا أن يكون بين الآيات تهافت واختلاف بأن يدلّ بعضها على جواز التوسّل وبعضها الآخر على المنع، وحاشا أن تكون السنّة المتواترة على جواز التوسّل مضادّة للقرآن الكريم وإنّما استغلّهما القائل إذ ولج في تفسير الآية من غير بابها وإليك بعض هذه الآيات:

الآية الاَُولى

قوله سبحانه: (« قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً »)[ 1 ].

وتوضيح الآيتين على وجه يقلع الشبهة من رأس:

تردّ الآيتان على الذين كانوا يعبدون الوسائط والوسائل بتخيّل أنّها تستطيع كشف الضرّ وتحويله عنهم، وأنّها تملك ذلك، فلاَجل تلك الغاية كانوا يعبدون الجنّ والملائكة وغيرهم، وكانوا يسمّونهم آلهة، والآيتان تحتجّان على نفي إلوهيتهم بحجة أنّ الاِله المستحقّ للعبادة يجب أن يكون قادراً على إيصال النفع ودفع الضرر، إذ هو لازم ربوبية الربّ، لكن الذين يدعون هؤلاء ويعبدونهم لا


[1] الاِسراء: 56 ـ 57.

اسم الکتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست