responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 4

فهداية الله تعالى تصل إلى الاِنسان عن طريق الاَسباب والوسائل التي جعلها الله سبحانه طريقاً لها وإلى هذا الاَصل القويم يشير الاِمام الصادق _ عليه السلام _ في كلامه ويقول: «أبى الله أن تجري الاَشياء إلاّ بأسباب فجعل لكل شيءٍ سبباً، وجعل لكل سبب شرحاً»[ 1 ].

فعلى ضوء هذا الاَساس فالعالم المعنوي يكون على غرار العالم المادي فللاَسباب سيادة وتأثير بإذنه سبحانه، وقد شاء الله أن يكون لها دور في كلتا النشأتين، فلا ضير على من يطلب رضا الله أن يتمسّك بالوسيلة، قال الله سبحانه: («يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ »)[ 2 ].

فالله سبحانه حثّنا للتقرب إليه على التمسّك بالوسائل وابتغائها، والآية دعوة عامة لا تختص بسبب دون سبب، بل تأمر بالتمسّك بكل وسيلة توجب التقرّب إليه سبحانه، وعندئذٍ يجب علينا التتبّع في الكتاب والسنّة، حتّى نقف على الوسائل المقرّبة إليه سبحانه، وهذا ممّا لا يعلم إلاّ من جانب الوحي، والتنصيص عليه في الشريعة، ولولا ورود النص لكان تسمية شيء بأنّه سبب للتقرّب، بدعة في الدين؛ لاَنّه من قبيل إدخال ما ليس من الدين في الدين.

ونحن إذا رجعنا إلى الشريعة نقف على نوعين من الاَسباب المقرّبة إلى الله سبحانه:

النوع الاَوّل: الفرائض والنوافل التي ندب إليها الكتاب والسنّة، ومنها التقوى، والجهاد الواردان في الآية، وإليه يشير عليّ أمير المؤمنين _ عليه السلام _ ويقول: «إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى الله سبحانه وتعالى، الاِيمان به، وبرسوله،


[1] الكافي 1: 183.
[2] المائدة: 35.

اسم الکتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست