اسم الکتاب : البدعة وآثارها الموبقة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 142
تسنّم الامام منصة الخلافة بطوع ورغبة من جماهير المسلمين ، وواجه أحداثاً ظهرت بعد رسول الله ، وأراد إرجاع المجتمع الإسلامي إلى عهد رسول الله في مجالات مختلفة ، ولكن حالت العوائق دون نيّته ، فترك بعض الأُمور بحالها ، حتّى يشتغل بالأهمّ فالأهمّ ، فلأجله أمر ابنه الحسن أن يتركهم بحالهم حتّى لا يختلّ
نظام البلاد ، ولا يثور الجيش ضدّه .
روى أبو القاسم بن قولويه (ت 369 هـ) عن الإمامين الباقر والصادق قالا :
«كان أمر أمير المؤمنين بالكوفة إذا أتاه الناس فقالوا له : إجعل لنا إماماً يؤمّنا في رمضان ، فقال لهم : لا ، ونهاهم أن يجتمعوا فيه ، فلمّا أحسّوا ، جعلوا يقولون أبكوا رمضانَ وارمضاناه ، فأتى الحارث الأعور في أُناس فقال : يا أمير المؤمنين ضجّ الناس وكرهوا قولك ، قال : فقال عند ذلك : دعوهم وما يريدون ، يُصلّ بهم من شاءُوا»[ 1 ] .
هذه الروايات تدلّنا على موقف أئمة أهل البيت في إقامة نوافل شهر رمضان جماعة .
صلاة التراويح في حديث الرسول_ صلى الله عليه وآله وسلم _
تختلف روايات أئمة أهل البيت عن بعض ما رواه أصحاب السنن ، فرواياتهم ـ عليهم السلام ـ صريحة في أنّ النبيّ الأكرم كان ينهى عن إقامة نوافل رمضان جماعة ، وأنّه_ صلى الله عليه وآله وسلم _ لمّا خرج بعض الليالي إلى المسجد ليقيمها منفرداً ، ائتمّ به الناس فنهاهم عنه ، ولمّا أحسّ إصرارهم على الإئتمام به ترك الصلاة في المسجد واكتفى بإقامتها في البيت ، وإليك بعض ما روي في ذلك :