responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 84

ويعدّه إسرافاً فيما جاوزها وعلى ذلك فهو من البدع الحادثة بعدهم [ 1 ].

4ـ لابد من ترك فرش السجاد على المنبر لاَنّها ليست موضعاً للصلاة [ 2 ].

هذه نماذج من أفكار الرجل حول البدعة، أفترى أنّ الاِسلام الذي يعرفه هذا الرجل المتزمّت ممّا يصلح نشره في العالم، ويصلح لدعوة المثقفين والمفكرين إليه، وهل هذا هو الاِسلام الذي يصفه النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالحنيفية السمحة السهلة؟!

الاَصل في العادات الاِباحة:

كان على هوَلاء الذين يتحدثون باسم الاِسلام أن يدرسوا الكتاب والسنّة ويقفوا على أنّ الاَصل في العادات الاِباحة ما لم يدل دليل على خلافها، فإنّ كل ما ذكره من الاَُمور عادية حتى سكب ماء الورد على قبر الميت احتراماً له، من هذه الاَُمور التي يتصوّرها ابن الحاج من البدعة [ 3 ]والاَصل فيها الاِباحة لا الحظر فانّ الحكم بالحظر بدعة، صدر من القائل.

يقـول سبحانه: («وما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَـثَ رَسُـولاً») (الاِسـراء ـ 15) ويقول: («ومَا كانَ ربُّكَ مُهْلِكَ القُرى حَتّى يَبْعَثَ في أُمّها رَسُولاً») (القصص ـ 59) ومعنى الآيتين أنّه ليس من شأن اللّه أن يعذّب الناس أو يهلكهم قبل أن يبعث رسولاً وليست لبعث الرسول خصوصية وموضوعيّة، ولو أُنيط جواز العذاب ببعثهم فإنّما هو لاَجل كونهم وسائط للبيان والاِبلاغ، والملاك هو عدم جواز التعذيب بلا بيان وإبلاغ، فتكون النتيجة أنّه لا يحكم على حرمة شيء قبل بيان حكمه و وصوله إلى يد المكلّف وهذه الاَُمور التي أضفى ابن الحاج عليها اسم البدعة، كلّها أُمور عادية ما ورد النهي عنها، مثلاً:

إذا شككنا أنّ لعبة كرة القدم أو الاستماع إلى الاِذاعة هل هما جائزان أو لا ؟



[1]المصدر نفسه: 238، 264 ، 224.
[2]المصدر نفسه: 238، 264 ، 224.
[3]المصدر نفسه: 238، 264 ، 224.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست