responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 63

شعبة فيهدماها، وقد كانوا سألوه مع ترك الطاغية أن يعفيهم من الصلاة، وأن لا يكسروا أوثانهم بأيديهم. فقال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أمّا كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منه، وأمّا الصلاة، فأنّه لا خير في دين لا صلاة فيه، فقالوا: يا محمد ! فسنوَتيكها، وإن كانت دناءة [ 1 ].

انظر إلى التعصّب المميت للعقل يسأل رسول اللّه ـ الذي بعث لكسر الاَصنام وتحطيم كل معبود سوى اللّه ـ أن يدع لهم الطاغية وهي اللاّت لا يهدمها ثلاث سنين

وكان هذا الاقتراح نابعاً عن العصبية لطرق الآباء وسلوكهم. وكان المقترح في حضرة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يريد الابتداع في الدين بيده.

هذه هي الاَسباب العامّة وهناك أسباب خاصّة لظهور البدع في المجتمع الاِسلامي لا تخفى على القارىَ الكريم.

5ـ التسليم لغير المعصوم:

إنّ من أسباب نشوء البدع التسليم لغير المعصوم، فلا شك أنّه يخطأ وربّما يكذب فالتسليم لقوله سبب للفرية على اللّه سبحانه والتدخّل في دينه عقيدة وشريعة.

إذا كان النبيّ الاَكرم خاتم النبيين وكتابه خاتم الكتب وشريعته خاتم الشرائع فلا حكم إلاّ ما حكم به، ولا سنّة إلاّ ما سنّه، والخروج عن هذا الاِطار تمهيد لطريق المبتدعين، وعلى ضوء ذلك فلا معنى معقول لتقسيم السنّة إلى سنّة النبىّّ وسنّة الصحابة، وتلقّي الاَخيرة حجّة شرعية وإن لم يسندها إلى المصدرين



[1]ابن هشام: السيرة النبوية: 2|537 ـ 543.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست