responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 52

الابتداع في تفسير البدعة:

إنّ من البدعة في تفسيرها، هو جعل السلف معياراً للحق والباطل والاِصرار عليه، ترى أنّ كثيراً ممّن ينتمون إلى السلفية يصفون كثيراً من الاَُمور بالبدعة بحجّة أنّها لم تكن في عصر الصحابة والتابعين، وهذا ابن تيمية يصف الاحتفال في مولد النبيّ بدعة بحجّة أنّه لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً، لكان السلف ـ رضي اللّه عنهم ـ أحق منّا فإنّهم كانوا أشدّ محبّة لرسول اللّه وتعظيماً له منّا وهم على الخير أحرص [ 1 ].

ويقول في حق القيام للمصحف وتقبيله: «لا نعلم فيه شيئاً مأثوراً عن السلف» [ 2 ].

وقد ورث هذه الفكرة كثير ممّن يوَمن بمنهجه، وهذا هو عبد اللّه بن سليمان ابن بليهد الذي قام باستفتاء علماء المدينة بتخريب قباب الصحابة وأئمّة أهل البيت في بقيع الغرقد عام 1344هـ وقد نشر مقالاً في جريدة أُمّ القرى في عدد جمادي الآخر سنـة 1345هـ وجاء فيهـا قوله: لم نسمع في خير القرون أنّ هذه البدعة: البناء على القبور ، حدثت فيها بل بعد القرون الخمسة [ 3 ].

وبدورنا نشكر الشيخ ابن بلهيد حيث وسع الاَمر على المسلمين وأدخل عليها قرنين آخرين بعدما قصر موَلف الهدية السنيّة العصمة على أهل القرون الثلاثة الاَُولى، ولكن نهيب بصاحب المقال بأنّ المسلمين وفي مقدمتهم عمر بن



[1]ابن تيمية: اقتضاء الصراط المستقيم: 276.
[2]ابن تيمية: الفتاوى الكبرى: 1|176.
[3]السيد الاَمين: كشف الارتياب: 357 ـ 358.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست