responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 359

ولكنّ الرازي ناقش في هذه المقالة وقال:

«ظاهر الحال يقتضي أن تكون هذه القصة مغايرة للقصة المتقدمة، لاَنّ الاَليق بالفصاحة إتمام الكلام في القصة الاَُولى في وضع واحد ثم الانتقال منها بعد تمامها إلى غيرها، فأمّا ذكر بعض القصة (سوَال موسى الروَية) ثم الانتقال منها إلى قصة أُخرى (اتخاذ العجل ربّاً) ثم الانتقال منها بعد تمامها إلى بقية الكلام في القصة الاَُولى (سوَال قوم موسى) يوجب نوعاً من الخبط والاضطراب والاَولى صون كلام اللّه تعالى عنه [ 1 ].

والجواب: أنّه سبحانه أخذ ببيان قصة مواعدة موسى ثلاثين ليلة من آية 142 وختمها في الآية 155 فالمجموع قصة واحدة كسبيكة واحدة، ولكن سبب العود إلى ما ذكر في أثناء القصة في آخرها هو إبراز العناية بسوَال الروَية وأنّه كان مسألة مهمة في حياة بني إسرائيل.

فقد اتّضح ممّا ذكرنا عدم دلالة الآية على إمكان روَيته سبحانه بطلب موسى.

الشبهة الثانية: تجلّيه على الجبل:

إنّ تجلّيه سبحانه للجبل هو روَية الجبل ربَّ العالمين، وهو لما رآه سبحانه اندكّت أجزاوَه، فإذا كان الاَمر كذلك ثبت أنّه تعالى جائز الروَية، وأقصى ما في الباب أن يقال: الجماد جماد، والجماد يمتنع أن يرى شيئاً، إلاّ أن نقول: لا يمتنع أن يقال: إنّه تعالى خلق في ذلك الجبل الحياة والعقل والفهم ثم خلق فيه الروَية متعلقة بذات اللّه [ 2 ].



[1]الرازي: مفاتيح الغيب: 15|70.
[2] المصدر نفسه: 14|232.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست