responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 352

4ـ توبته لاَجل طلب الروَية:

إنّه ( عليه السلام ) بعد ما أفاق، أخذ بالتنزيه أوّلاً والتوبة والاِنابة إلى ربّه ثانياً، وظاهر الآية أنّه تاب من سوَاله كما أنّ الظاهر من قوله: («وأنا أوّل الموَمنين») أنّه أوّل المصدقين بأنّه لا يرى بتاتاً.

إنّ للباقلاني ـ أحد دعاة مذهب الاِمام الاَشعري ـ كلاماً في تفسير التوبة، أشبه بالتفسير بالرأي قال:

يحتمل أنّ موسى تاب لاَجل أنّه ذكر ذنوباً له قد قدّم التوبة منها، فجدد التوبة عند ذكرها لهول ما رأى، أو تاب من ترك استئذانه منه سبحانه في هذه المسألة العظيمة [ 1 ].

كل ما ذكره وجوه لا يتحملها ظاهر الآية وإنّما تورط فيها لاَجل دعم المذهب وهذا هو الذي ندد به النبي الاَكرم وقال: «من فسّـر القرآن برأيه فليتبوّأْ مقعده من النار» ومثله قول الرازي في تفسير قوله: («وأنا أوّل الموَمنين») بأنّه لا يراك أحد في الدنيا، أو أوّل الموَمنين بأنّه لا يجوز السوَال منك إلاّ باذنك [ 2 ].

شبهتان للمخالف:

قد تقدم أنّ الآية استدل بها النفاة والمثبتون وقد تعرفت على استدلال النافين وليس استدلال المثبتين للروَية استدلالاً علمياً، وإنّما يرجع محصل كلامهم إلى إبداء شبهتين نأتي بهما:



[1]الباقلاني (ت 403هـ) : التمهيد: 270 ـ 271.
[2]الرازي: مفاتيح الغيب: 14|235 بتلخيص. لاحظ خاتمة المطاف تجد فيها كلمات السلف الصالح في تفسير التوبة.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست