responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 333

المحاولة الثانية:

لقد تصدّى أبو الحسن الاَشعري للاِجابة عن الآيات الاَخيرة وزعم أنّ الاستعظام إنّما كان لطلبهم الروَية تعنّتاً وعناداً قال: «إنّ بني إسرائيل سألوا روَية اللّه عزّ وجلّ على طريق الاِنكار لنبوّة موسى وترك الاِيمان به حتى يروا اللّه لاَنّهم قالوا: («لَنْ نُوَمنَ لكَ حتّى نرَى اللّهَ جَهرةً») فلمّا سألوه الروَية على طريق ترك الاِيمان بموسى ( عليه السلام ) حتى يريهم اللّه من غير أن تكون الروَية مستحيلة عليه، كما استعظم اللّه سوَال أهل الكتاب أن ينزل عليهم كتاباً من السماء من غير أن يكون ذلك مستحيلاً ولكن لاَنّهم أبوا أن يوَمنوا بنبيّ اللّه حتى ينزل عليهم من السماء كتاباً [ 1 ].

يلاحظ عليه أوّلاً: أنّ ما ذكره من أنّ الاستعظام لاَجل كون طلبهم كان عن عنادٍ، وتعنّتٍ لا لطلب معجزة زائدة، لو صحّ فإنّما يصح في غيره هذه الآيات، أعني في قوله سبحانه: («وقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَينا المَلائِكَةُ أوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا في أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً») (الفرقان ـ 21) لا في ما تلوناه من الآيات فإنّ الظاهر منها أنّ الاستعظام والاستفظاع راجعان إلى نفس السوَال بشهادة قوله: («فَقَدْ سَأَلوا مُوسى أكبَرَ مِنْ ذلكَ فَقالوا أرِنا اللّهَ جَهرةً فأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقةُ بظُلْمِهِمْ») (النسـاء ـ 153) والذي يوضّـح ذلك أنّ التوبيخ والتنديد راجعان إلى نفس السوَال، مع غضّ النظر عن سبب السوَال وهل هو لغاية زيادة العلم أو للعتوّ ؟ أُمور:

1ـ أنّه سبحانه سمّى سوَالهم ظلماً وتعدياً عن الحد.

2ـ أنّ موسى سمّى سوَالهم، سوَالاً سفهياً.

3ـ عندما طلب موسى الروَية أُجيب بالخيبة والحرمان، ولم يكن سوَاله عن



[1]الابانة عن أُصول الديانة: 15، ط دار الطباعة المنيرية ـ القاهرة.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 333
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست