responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 325

3ـ عدم الاكتراث عن إثبات الجهة:

إنّ أساتذة الجامعات الاِسلامية في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة بدَل أن يُجهدوا أنفسهم في فهم المعارف ويتجرّدوا في مقام التحليل عن الآراء المسبّقة، نرى أنّهم يدعمون شباب الجامعات وخريجيها بدعم مالي وفكري ليجمعوا من هنا وهناك أُموراً حول الروَية وبالتالي خرجوا بنتيجة إثبات الجهة للّه حتى يتسنّى لهم إثبات الروَية، وهذا العمل أشبه بدفع الفاسد بالاَفسد وإن كنت في شك من ذلك فاستمع لما يلي:

يقول الدكتور أحمد بن محمد آل حمد خريج جامعة أُم القرى: إنّ إثبات روَية حقيقية بالعيان من غير مقابلة أو جهة، مكابرة عقلية لاَنّ الجهة من لوازم الروَية وإثبات اللزوم ونفي اللازم مغالطة ظاهرة.

ومع هذا الاعتراف تخلّص عن الالتزام بإثبات الجهة للّه ويقول: إنّ إثبات صفة العلوّ للّه تبارك وتعالى ورد في الكتاب والسنّة في مواضع كثيرة جداً فلا حرج في إثبات روَية اللّه تعالى من هذا العلو الثابت له تبارك وتعالى، ولا يقدح هذا في التنزيه لاَنّ من أثبت هذا أعلم البشر بما يستحقّ اللّه تعالى من صفات الكمال.

أمّا لفظة الجهة فهي من الاَلفاظ المجملة التي لم يرد نفيها ولا إثباتها بالنص فتأخذ حكم مثل هذه الاَلفاظ [ 1 ].

يلاحظ عليه:

أوّلاً: من أين يدعى أنّ الكتاب والسنّة أثبت العلوّ للّه الذي هو مساوق للجهة فإن أراد قوله سبحانه: («ثمَّ اسْتَوى عَلَى العَرشِ») فقد حقّق في محلّه بأنّ استواءه على العرش كناية عن استيلائه على السموات والاَرض، وعدم عجزه عن



[1]أحمد بن ناصر: روَية اللّه تعالى: 61، نشر معهد البحوث العلمية في مكة المكرمة.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 325
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست