إنّ كعب الاَحبار لما أسلم بعد رحيل الرسول لم يتمكن من إسناد ما رواه
من الاَساطير إلى النبيّ الاَكرم، ولو كان مدركاً لحياته وإن كان قليلاً لنسب
الاَساطير إليه ولكن حالت المشيئة الاِلهية دون أمانيه الباطلة.
ولكن أبا هريرة لما صحب النبي واستحسن الظن بكعب الاَحبار ـ أُستاذه
في الاَساطير ـ نسب الرواية إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
هذا نموذج قدّمته إلى القارىَ لكي يقف على دور الاَحبار والرهبان في
نشر البدع اليهودية والنصرانية بين المسلمين، ولا يُحسن الظن بمجرّد النقل بلا
تأكيد من صحته.
هذا غيض من فيض وقليل من كثير ممّا لعب به مستسلمة اليهود
والنصارى في أحاديثنا وأُصولنا، ولولا أنّ سبحانه قيّض في كل آونة رجالاً
مصلحين كافحوا هذه الخرافات وأيقظوا المسلمين من السبات، لذهبت هذه
الاَساطير بروعة الاِسلام وصفائه وجلاله.
* * *
كعب الاَحبار وتركيزه على التجسيم والروَية:
إنّ المتفحص في ما نقل عن ذلك الحبر يقف على أنّه كان يركّز على
فكرتين يهوديتين: الاَُولى فكرة التجسيم، والثانية روَية اللّه تعالى.
يقول عن الفكرة الاَُولى: «إنّ اللّه تعالى نظر إلى الاَرض فقال إنّي واطىَ
على بعضك، فاستعلت إليه الجبال، وتضعضعت له الصخرة، فشكر لها ذلك فوضع