responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 145

لو كان نفلاً ما لم يمرّ بـه، فيبدأ بزيارتـه لا محالة ولينـوي معه زيارة مسجده» [ 1 ].

6ـ وقد نقل أنّه لما صالح عمر بن الخطاب أهل بيت المقدس جاءه كعب الاَحبار فأسلم ففرح به، فقال عمر له: هل لك أنّ تسير معي إلى المدينة، وتزور قبره وتتمتع بزيارته؟ قال: نعم [ 2 ].

7ـ وقد تضافر النقل على أن بلالاً بعد ما نزل الشام وأقام بها، شد الرحال لزيارة قبر النبي الاَكرم، قال جمال الدين المزي: أنّه لم يوَذّن لاَحد بعد النبي إلاّ مرة واحدة في قدمة قدمها لزيارة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طلب منه الصحابة ذلك، فأذن ولم يتم الاذان [ 3 ].

الثاني: إنّ مقدّمة المستحب مستحبة :

إذا كان زيارة النبي الاَكرم أمراً مندوباً ولم تخصص الزيارة لمن كان مقيماً في المدينة ونزيلاً فيها، فلم لا تكون مقدمتها مستحبّة إذ من القواعد إنّ وسيلة القربة قربه، وقد وردت روايات على مشروعية تلك القاعدة؟

يقول السبكي في هذا الصدد:

قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : «ألا أدلّكم على ما يمحو اللّه به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يارسول اللّه، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط» رواه مسلم [ 4 ]والخطى إلى المساجد إنّما شرّفت لكونها وسيلة إلى عبادة.

وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : «إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد،



[1]الحنفي المفتي بدمشق (ت |1088): الدر المختار في شرح تنوير الاَبصار، آخر كتاب الحج.
[2]الزرقاني المالكي المصري: شرح المواهب: 8|299.
[3]جمال الدين المزي: تهذيب الكمال: 4|286، ابن منظور : مختصر تاريخ دمشق: 5|365.
[4]ورواه الاِمام مالك، وأحمد، والترمذي، والنسائي.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست