responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 14

فُسّـرت الآية بأهل الضلالة وأصحاب الشبهات والبدع من هذه الاَُمّة، قال الطبرسي: ورواه أبو هريرة وعائشة مرفوعاً وهو المروي عن الباقر ( عليه السلام ) فجعلوا دين اللّه أدياناً لاِكفار بعضهم بعضاً وصاروا أحزاباً وفِرَقا ويخاطب سبحانه نبيّه بقوله: («لست منهم في شيء») وانّه على المباعدة التامة من أن يجتمع معهم في معنى من مذاهبهم الفاسدة، وليس كذلك بعضهم مع بعض لاَنّهم يجتمعون في معنى من معانيهم الباطلة، وإن افترقوا في شيء فليس منهم في شيء لاَنّه بريء من جميعهم [ 3 ].

3ـ قال سبحانه: («قُلْ هُوَ القادِرُ على أنْ يَبْعَثَ عَلَيكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أوْ مِنْ تَحتِ أَرجُلِكُمْ أو يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ») (الاَنعام ـ 65) والآية بعموم لفظها تبيّن أنواع النُّذُر التي أنذر اللّه بها عباده، تبدأ من بعث العذاب من فوق، إلى بعثه من تحت الاَرجل وتنتهي بتمزيق الجماعة إلى شيع، فتفرّق الاَُمّة إلى فرق وشِيَع يعادل إنزال العذاب عليها من كل جهاتها. قال الحسن البصري: التهديد بإنزال العذاب والخسف يتناول الكفّار وقوله: («أو يلبسكم شيعاً») يتناول أهل الصلاة [ 4 ].

وقال مجاهد وأبو العالية: إنّ الآية لاَُمّة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أربع، ظهر اثنتان بعد وفاة رسول اللّه فأُلبسُوا شِيعاً وأُذيق بعضكم بأْس بعض وبقيت اثنتنان [ 5 ].

4ـ قال سبحانه: («اتَّخذُوا أحْبارَهُمْ ورُهبانَهُمْ أرْباباً مِنْ دُونِ اللّهِ والمَسيحَ ابْنَ مَريمَ وما أُمِرُوا إلاّ لِيَعْبُدُوا إلهاً واحِداً لا إله إلاّ هُوَ سُبحانَهُ عَمّـا يُشْـرِكُوَن») (التوبة ـ 31).



[1]الطبرسي: مجمع البيان: 2|389.
[2]المصدر نفسه: 315.
[3]الشاطبي (أبو إسحاق): الاعتصام: 2|61.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست