responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 109

الاِمام عليّ بن موسى الرضا ( عليه السلام ) في عاصمة الخلافة الاِسلامية (مرو) يوم ذاك مع الماديين والملحدين وأحبار اليهود وقساوسة النصارى، بل ومع المتزمّتين المغترّين بتلك الاَحاديث.

كانت لفكرة الاِرجاء التي تدعو إلى التسامح الديني في العمل، واجهة بديعة عند السذج من المسلمين ولا سيما الشباب منهم، فقام الاِمام الصادق ( عليه السلام ) بردّها والتنديد بها، وقد أصدر بياناً فيها حيث قال: «بادروا أولادكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة» [ 1 ].

هذا هو الاِمام الثامن عليّ بن موسى الرضا ( عليه السلام ) يكافح فكرة روَية اللّه تبارك وتعالى بالعين، ويرد الفكرة المستوردة من اليهود والتي اغترّ بها بعض المحدّثين، وإليك ما جرى بينه وبين أحدهم باسم أبي قرّة.

قال أبو قرّة: إنّا روينا أنّ اللّه عزّ وجلّ قسم الروَية والكلام بين اثنين، فقسم لموسى ( عليه السلام ) الكلام ولمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الروَية.

فقال الاِمام عليّ بن موسى الرضا ( عليه السلام ) : فمن المبلّغ عن اللّه عزّ وجلّ إلى الثقلين الجنّ والاِنس («لا تُدْرِكُهُ الاَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَبْصارَ») (الاَنعام ـ 103) («ولا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً») (طه ـ 110) و («لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ») (الشورى ـ 11) أليس محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟

قال أبو قرّة: بلى.

قال الاِمام: فكيف يجيء رجل إلى الخلق جميعاً فيخبرهم أنّه جاء من عند اللّه وأنّه يدعوهم إلى اللّه بأمر اللّه ويقول: («لا تدركه الاَبصار وهو يدرك الاَبصار») و («ولا يحيطون به علماً») و («ليس كمثله شيء») ثم يقول: أنا رأيته بعيني وأحطت



[1]الكليني: الكافي: 6|47، الحديث 5، ولاحظ البحار: 68|297.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست