اسم الکتاب : المبسوط في أُصول الفقه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 88
يمكن أن يتعقّل إلاّ بذكر متعلّقه بخصوصه، ولا أن يدلّ عليه إلاّ بضم كلمة دالّة على متعلّقه .[1]
ثم إنّ هذا المعنى هو الّذي أفرغه الأُدباء في تعريف الاسم والحرف فقالوا:
الاسم: ما دلّ على معنى في نفسه، والحرف: ما دلّ على معنى في غيره، فالضمير في كلّ من «نفسه»، و «غيره» يرجع إلى المعنى، وقد شرحه المحقّقون منهم صدر المتألّهين عند تقسيم الوجود إلى النفسي والرابطي والرابط، وبعده المحقّق الإصفهاني في تعليقته على الكفاية.، والسيد الطباطبائي في تعليقته عليها أيضاً ، والسيد الأُستاذ في دروسه الشريفة.
إلاّ أنّ الفضل والفضيلة في المقام يرجع إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)فكلّ مقتبس من نوره وعلومه، فقد روي عن أبي الأسود الدؤلي أنّه قال: دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام)فرأيته مطرقاً متفكّراً فقلت: فيمَ تفكّر يا أمير المؤمنين؟ قال: إنّي سمعت ببلدكم هذا لحناً فأردت أن أصنع كتاباً في أُصول العربية. فقلت: إن صنعت هذا احييتنا وبقيت فينا هذه اللغة. ثم أتيته بعد ثلاث، فألقى إليّ صحيفة فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كلّه ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف ، والاسم ما أنبأ عن المسمّى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أوجد معنى في غيره» إلى ان قال: واعلم يا ابا