فالذين في قلوبهم زيغ يتّبعون الظهور الإفرادي للفظة : «بِيَدَيَّ» ويقولون بأنّ لله يدين، ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، غير أنّهم يتّبعون الظهور الإفرادي والتصوري ضاربين عن الإمعان في الآية حتّى يتّبعوا الظهور الجملي والتصديقي، وذلك أنّ قوله: «بِيَدَيَّ» كناية عن قيامه سبحانه بخلقه وعنايته بإيجاده وتعليمه إيّاه الأسماء. وإنّما نسب خلقته إلى اليد، لأنّ لها الدور البارز في عمل الإنسان حيث ينسب أفعاله إلى اليد وإن لم يكن لليد دور فيه كما يقول: هذا البناء بنيته بيدي، أو يقول: إنّ هذا الولد قد ربّيته بيدي، وعندذاك يندّد سبحانه بالشيطان بأنّك تركت السجود لمخلوق اهتممتُ بخلقه وصنعه وإنّك بترك السجود لم تهن آدم بل أهنتني واستكبرت عليّ .
وعلى هذا الطريق أي بالإمعان بالقرائن الحافة بالآية أو سائر الآيات، تؤوّل سائر الآيات المتشابهة .