responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اصول إستنباط العقائد و نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 123

فبقاعدة العناية تثبت أنه تفاض تلك الكمالات التي للأفعال بحسب ذاتها.

والعلم تابع للمعلوم الذاتي وإن كانت المعلومات تابعة للعلم الذاتي لا في أصل التقرّر الواقعي، بل في الإيجاد؛ لأنها آية على الكمال الذاتي، وفي الكمال الذاتي العلم تابع للمعلوم وإن كان في الكمال الإمكاني الحال أنه معلوم وتابع للعلم الذاتي ومخلوق له تبعيّة إيجاد.

ثم إنّه من النكات البالغة خطورةً وأهميّةً وفائدةً في سائر مباحث المعارف- وهي نحو وفاق بين علمي الكلام والفلسفة وبين ما يحكم به العقل العملي وما يحكم به النظري- أن كثيراً مّا يمكن إستبدال قاعدة اللطف الكلاميّة بقاعدة العناية الفلسفيّة، بل إنّ هناك نضجاً في الأبحاث الفلسفيّة عند الإماميّة حيث يزاوجون بين قاعدة اللطف والعناية، أي بإرجاع مؤدّاها إلى قاعدة واحدة، غاية الأمر أن لها صياغتين: صياغة قاعدة اللطف على قواعد العقل العملي وصياغة قاعدة العناية على قواعد العقل النظري؛ إذ لا تتّكي على الحسن والقبح العقليّين، بل تتّكي على قواعد العلّية والمعلوم والعلم الذاتي في واجب الوجود في صفاته وذاته وهذه بحوث في العقل النظري.

فهي قاعدة واحدة إلّاأنّه يستدلّ لها بقواعد العقل النظري تارة، فتكون قاعدة العناية وقد يستدلّ لها بقواعد الحسن والقبح، فتكون قاعدة اللطف. فالقضيّة الواحدة تارة يحكم بها العقل العملي فتسمّى بقاعدة اللطف بالحسن والقبح وهما خاصّتا حكمه وأخرى يحكم بها العقل النظري بقاعدة العناية وهذا الإتّحاد من الأبواب في المعارف، واللطف هو بإعتبار ملاحظة قبول من الداني للكمال من العالي وفي العناية على العكس وهذا فرق آخر بينهما ومناسبة تسميتها عند الفلاسفة بالعناية؛ لأنّ إفاضة الكمالات على ما دون نوع من العناية من الباري.

اسم الکتاب : اصول إستنباط العقائد و نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست