responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اصول إستنباط العقائد و نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 12

ثم إنّه ربّما لم يتوصّل العقل البشري إلى إثبات مطلب من المطالب الإعتقاديّة في قرن من القرون، ثمّ في زمان لاحق يثبت ذلك أحد الأعلام بالبرهان العقلي، فيتوحش من ذكر البرهان من لا خبرة له بدعوى أنّه كيف لم يقم البرهان في تلك القرون التي سبقت وبعد ذلك يتوصّل إليه؟

ولكن بعد التأمّل يتّضح أنّه لا وجه للإستيحاش؛ وذلك لأنّ العقل يتنبّه بتوسّط سلسلة قافلة التكامل البشري إلى دليل برهاني على أمر من المعارف، لم يكن روّاد المعقول تمكّنوا من إقامة ذلك الدليل والمهمّ النظر إلى صحّة المقدّمات التي يستدلّ بها، أمّا صرف أنّ القدماء لم يستطيعوا إقامة البرهان فهو أشبه بالمزاح.

وأمّا تعريف العقل العملي، فقد قيل إنّه القوّة المدركة للقضايا التي ينبغي أن يقع العمل عليها تمييزاً له عن العقل النظري.

هل العقل العملي يغاير النظري أو يتحد معه؟

قال جماعة من الفلاسفة المتكلّمين بأنّ العقل العملي هو عين النظري إلّاأنّ هذه القوّة الواحدة بلحاظ المدرك تنشعب إلى النظري والعملي وإلّا ليس شأن العقل إلّاالإدراك.

وذهب جماعة أخرى إلى أنّ العقل العملي يمتاز عن النظري بأنّ العملي قوّة أخرى غير قوّة العقل النظري، وهي قوّة باعثة عمّالة، لا أنّه فقط قوّة مدركة.

والصحيح هو القول الثاني وعليه الفارابي وأفلاطون وسقراط. بل ابن سينا في بعض كلماته وإن كان في بعض عبائره في الإشارات يذهب إلى الأوّل.

والدليل على تغاير العقل النظري مع العقل العملي وجهان:

الأوّل: لا ريب في أنّ من كمالات الإنسان سيطرة عقله على القوى المادون،

اسم الکتاب : اصول إستنباط العقائد و نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست