responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمامة الإلهية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 14

عقيدة مهمة، وهي التوحيد ونفي الشرك ولا يتعرض لأصل وجود اللَّه، والسر في ذلك ان العرب في ذلك الوقت كانوا يؤمنون بأصل وجود اللَّه لكنهم كانوا يجعلون له شركاء في الوجود والعبادة من أصنامهم، لذا واجه القرآن ذلك وركز على إنه واحد لا شريك له. وبنوا على هذه العقيدة أن الإنسان يجب ان يرتبط باللَّه مباشرة من دون أية حاجة إلى وسيط، والخضوع غير جائز إلا له، وان اللَّه لا يجعل اية واسطة أو وسيلة بينه وبين العبد.

وقد سبقهم المفسرون بعض الشيء في اصل دعواهم بمعنى ان الدارس للقران الكريم يتضح له ذلك بنحو جلي و أن هناك آيات كثيرة تركز على هذا الجانب لكننا نقول لهم: حفظت شيئا وغابت عنك اشياء.

و ذلك لانّ هذا الاستقراء ناقص، إذ أن الآيات التي تركز على ذلك الجانب واردة في العهد المكي. اما الآيات الواردة في العهد المدني وهو عصر تكوين الدولة الإسلامية فلا تركيز لها في هذا الجانب، بل ركزت على جانب اخر مهم، وهو التوحيد ونفي الشرك في الطاعة.

وبعبارة أخرى بعد بناء المجتمع الإسلامي واصبح مَن في المدينة موحداً في العبادة ولا يشرك باللَّه أحدا في الوجود الإلهي وبطلت اصنام الجاهلية، وجّه القرآن المسلمين إلى مفهوم آخر يعتبر استكمالا للتوحيد في العبادة و ذلك ان العبادة الرسمية وحدها لا تكفي بل يجب ان تقترن بالطاعة، وهذه الطاعة تكون لِمَن نصبه اللَّه فطاعته تكون طاعة للَّهومعصيته تكون معصية للَّه، بل ان طاعة مَن لم ينصبه اللَّه هي شرك. فليس لأحدٍ حق الطاعة إلا من خلال أمر اللَّه جل وعلا.

فإذن الايات المكية ركزت على التوحيد ونفي الشرك في الوجود الإلهي والعبادة، والايات المدنية ركزت على التوحيد ونفي الشركة في الطاعة، والوهابية

اسم الکتاب : الإمامة الإلهية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست