responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 275

وهذه الإجابات رغم أنّها تحمل بعض اللفتات الصحيحة والاستدلالات المحقّة، إلّا أنّها لا تصلح أن تكون جواباً للإشكال المطروح.

الجواب الصحيح عن إشكال الجهاد الابتدائي

الجواب الصحيح عن هذا الإشكال هو أنّ الجهاد الابتدائي ليس معناه الابتداء بالعدوان، وإن كانت كلمة (الابتدائي) توحي للسامع هذا المعنى، والمعنى الصحيح لهذا المصطلح هو بدء إظهار القوّة العسكريّة وإظهار لغة القوّة، ولكنّ هذا المصطلح لا يتضمّن البدء بالحرب، بل يعني استعمال الاسلوب الضاغط واسلوب القوّة في معالجة عدم خضوع الطرف الآخر- الذي يعادي المسلمين- لميزان العدالة في التعامل مع المسلمين.

الجهاد الابتدائي وخلفيّاته

في الواقع أنّ الجهاد الابتدائي له خلفيّة حقوقيّة دفاعيّة، بمعنى إذا تعرّضت حقوق المسلمين أو المستضعفين للانتهاك، فلا يبقى حالهم على ما هو عليه، بل لا بدّ من التصدّي لذلك، فإذا لم يستجب الطرف الآخر لإقامة النظام السياسي العادل حسب العدالة الإسلاميّة- مثلًا- واقيمت الحجّة عليه، ولم يستجب للغة الإنصاف والعدل، فمن الواضح أنّ الإسلام لن يبقى على طبيعته الأوّليّة، وهي الحوار والتعقّل والرفق واللين؛ لأنّ من المفترض أنّ الحجّة قد اقيمت ولم ينفع الخطاب العقلاني مع الطرف الآخر، ولم يبق مجال إلّالمنطق القوّة والساحات العسكريّة، ولأنّ استخدام لغة القوّة يهدف إلى كبح جماح النزوات الغريزيّة الحيوانيّة في الطرف الآخر المعتدي، ولا يتضمّن استخدام القوّة في المفهوم الإسلامي إلّالأجل ذلك ولا يكون سبباً في إهلاك الحرث والنسل، فالقرآن الكريم يبغض وينهى عن إهلاك الحرث والنسل؛ لأنّه مخالف لمفهوم الاصلاح الذي جاء به الإسلام.

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست