responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 250

في نفسك شيء تتذكّر به ذلك الفعل السيئ الذي فعله ذلك الجاهل، والمقصود من الجاهل هو ذلك الشخص الذي يتعدّى الحدود ويظلم، والجهل هنا مقابل العقل الذي يعني التقيّد بالتعاليم الدينيّة، وليس الجهل هنا في مقابل العلم؛ لأنّ العلم قد يدعوك إلى التعقّل، وقد يسيئ الإنسان الاستفادة من العلم، فالفرق إذن بين الإعراض والعفو أنّ الإعراض مرتبة أعلى من العفو؛ لأنّ العفو وإن كان متضمّناً لمسامحة الجاهل إلّاأنّه يبقى في النفس شيءٌ من ذلك الأمر، وربّما تحدّثك نفسك بالانتقام منه والنقمة عليه، ولكن الإعراض لا يبقي في نفس الإنسان- بعد أن يعفو عن الجاهل- شيء، وقد يعبّر عن الإعراض بالصفح (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) [1]، وذكر علماء الأخلاق والتفسير والفقه والقانون أنّ هذه الآية: (خُذِ الْعَفْوَ...) من امّهات الآيات، وقد جمعت اصول علم الأخلاق، والبحث فيها طويل.

كظم الغيظ والسيطرة على القوة الغضبيّة

الآية الاخرى تقول: (وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [2]، وكظم الغيظ يعني إمساك النفس، وحبس الغيظ، والسيطرة على القوّة الغضبيّة، وتعاليم أهل البيت تحثّنا على أنّ لا نؤدّب أولادنا في حالة الغضب والغيظ؛ لأنّ الغضب قد يخرج التأديب عن أهدافه، فكظم الغيظ يعني إخماد سَوْرةِ الغضب، وهذه توصية اجتماعيّة وليست توصية فرديّة فقط، والغضب قد يُخرج القاضي حينما يقضي عن إطار تحكيم العقل، ومن صورته الصحيحة إلى خلافه لما للقوّة الغضبيّة من أثر سلبي في هذا المجال، وعندما يهدأ الغضب يبدأ العقل في العمل بصورة طبيعيّة بعيداً عن أي مؤثّرات قد تؤثّر على الحكم الصحيح.


[1] سورة الحجر: الآية 85.

[2] سورة آل عمران: الآية 134.

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست