responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 223

فضلًا عن مذهب الإمامية لم يتركوا الاحتفال بهذه المناسبة الكريمة؛ لأنّ الإحتفال بمولد النبيّ صلى الله عليه و آله يحمل في طيّاته التكريم والتبجيل والتعظيم للنبيّ محمّد صلى الله عليه و آله الذي أدّب القرآن الكريم المسلمين على ذلك. وهذا يعتبر تعظيماً للدين، ويكون مولده شعيرة من الشعائر الدينيّة.

الشعائر الدينيّة بين التعبّد والحداثة

إذن في الشعائر الدينيّة لا يرد الاعتراض على استحداث أساليب جديدة لإحياء الدين باعتبارها بدعة، وكل بدعة ضلالة، بل البدعة إنّما تكون في ما لم يرخّص به الشارع المقدّس لا بالأمر الخاصّ ولا بالأمر العامّ، والشرعيّة لا تختصّ بالأمر الخاصّ، وإلّا لم يقم للدين بناء، بل الشرعيّة تعمّ كلا الأمرين، ولا يتوهّم الاختصاص إلّاالحشوي المتّهم على الدين؛ وذلك لأنّ الشعائر الدينية لم تكن محدّدة بمصداق معيّن بحيث لا تنطبق على غيره. نعم هناك بعض العبادات محدّدة، كالصلاة، حيث حدّد الشارع بدايتها بالتكبير، ونهايتها بالتسليم، وثلثها الركوع، وثلثها السجود، ولها كيفيّة معينة، أمّا إذا لم يحدّد الشارع كيفية معيّنة فيستساغ إحياء تلك الشعيرة أو غيرها الدالّة على المعنى الديني بشرط كونها مباحة أو راجحة.

المعنى اللغوي ودوره في فهم النصوص الشرعيّة

لتوضيح المطلب نأخذ مثالًا على ذلك، فمثلًا قوله تعالى: (وَ أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ) [1]، هذا نصّ شرعي، ولا يعني هذا النصّ أنّ البيع قد استجدّ معناه وحمل معنى معيّناً، بل معناه هو المعنى اللغوي، أي نحمله على ما يفهمه عرف العقلاء، وأنّ الشارع لم يردع عن هذا المعنى اللغوي، وهذا دأب حتّى اولئك الذين يحكمون بالبدعة على كلّ ما


[1] سورة البقرة: الآية 275.

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست