عَلَيْهِ راجع إلى الإسلام، على رأي بعض المفسّرين، أو راجع إلى الجهد والمعاناة التي عاناها النبيّ صلى الله عليه و آله في تبليغ الرسالة الإسلاميّة [1].

فمودّة أهل البيت عليهم السلام جعلت أجراً للرسالة، والأجرُ هو العِدل أو المعاوضة، فيكون عندنا عوض ومعوض، وينبغي أن تتوفّر المساواة والموازنة بينهما، فليس من الصحيح أن تشترى جوهرة ثمينة بثمن بخس.

فإذا كانت مودّة أهل البيت عليهم السلام في كفّة والكفّة الاخرى فيها الإسلام، وهو الدين الذي يتضمّن اصول الدين من التوحيد والنبوّة والمعاد، أو معاناة الرسالة التي قيمتها بلحاظ نفس الدين، فلا بدّ من أن تكون في مصاف الاصول وليس حالها حال الفروع، وبذلك نستنتج من آية المودّة لأهل البيت عليهم السلام أنّ الإمامة لهم ليست من خصوص الشريعة، بل هي ركن ركين من اصول الدين؛ لأنّ أجر الرسالة ليس من المناسب إدراجه في الشريعة، واللَّه هو الذي أعطى هذا المقام لأهل البيت عليهم السلام، وعندئذٍ لا محل لاتّهام الشيعة بالغلو في أهل البيت عليهم السلام؛ لأن اللَّه هو الذي وضعهم في هذا الموضع الرفيع، واللَّه ينهى عن الغلوّ، فإذا وضعهم اللَّه في موضع فإنّ هذا الموضع ليس من الغلوّ في شيء.

وهذه المودّة مخصوصة بالمعصومين الأربعة عشر، ولا تشمل جميع السادة أبناء الرسول صلى الله عليه و آله، وإن كان يترشّح منها الاحترام لهم والتقدير.

[1] راجع تفسير مجمع البيان/ الطبرسي: 9/ 48، تفسير الآية المتقدّمة.