responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 181

الذي ملكه وتميّز به.

أخلاق النبيّ صلى الله عليه و آله وأثرها في العولمة الإسلاميّة

لا شكّ أنّ للأخلاق دوراً كبيراً في استقطاب النّاس، بل وفي تقبّلهم للآراء الاخرى وميلهم مع صاحب الأخلاق؛ لأنّ للأخلاق تأثير على جانب الروح، وهذا ما أكّده المستشرقون الذين باتوا يعترفون أنّ العامل الأساسي في نشر الإسلام هو أنّ أهالي البلدان المفتوحة كانوا يساعدون المسلمين على فتح بلدانهم؛ لأنّهم كانوا يعانون من أنظمة دكتاتورية ظالمة تضطهدهم وتذيقهم أنواع الذل والظلم، وأنّ سيرة النبيّ الأعظم البسيطة، وتواضعه، ومساواته بين المسلمين كان لها الأثر الأكبر في تقبّل الناس لهذا الدين، وكذلك فإنّ النبيّ لم يلغ القبائل ولم يحلّها، بل أبقى النظام القبلي كآلية للمعيشة، ولكنّه لم يجعل الانتماء لهذه القبيلة أو تلك معياراً للتفاضل والتفاخر والاستعلاء على الآخرين، وكان هذا عنصراً آخر لتقبّل النّاس هذا الدين الجديد، وعلى الرغم من أن المنهج الإسلامي الذي أسّسه النبيّ محمّد صلى الله عليه و آله سرعان ما تعرّض إلى التشويه والانحراف بسبب ممارسة سياسات بعد وفاته صلى الله عليه و آله وبالخصوص من ملوك بني اميّة وبني العبّاس- ولهذا اتّجه أمير المؤمنين عليه السلام لسياسة الإصلاح الداخلي المركّز-، إلّاأنّه رغم ذلك استطاع أن يحقّق الكثير من الانجازات، وأن يجذب النفوس، وأن يستقطب قطاعات واسعة من المجتمعات المختلفة، ولكن تبقى الأعمال التي قام بها من جاء بعد النبيّ صلى الله عليه و آله- والتي ابتعدت عن المنهج القويم للنبيّ صلى الله عليه و آله- لها أثرها الواضح في التأثير السلبي على تقبّل الدين الإسلامي.

ولا يختلف الأمر عمّا كان في الدولة الأمويّة والعبّاسيّة- من حيث الظلم والاضطهاد ومحاربة الرأي الآخر وغيرها- عنه في الفترة التي حكمها الخلفاء الثلاثة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله حيث أنّ سيرتهم كانت تخالف سيرته صلى الله عليه و آله، ونحن نطرح هذه الامور من باب البحث العلمي لا من باب التعصّب المذهبي، منها- على سبيل المثال

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست