responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 133

الإشكال السادس:

إنّ الشعائر الحسينيّة لا تواكب الزمان ولا تناسب العصر، ولماذا لا يتمّ تجديد الطقوس، ونبذ الأساليب القديمة ودفنها في مقابر التاريخ، وقد يطرح بعض أبنائنا هذا الإشكال.

وهناك إشكالات اخرى، ولكنّنا سنقتصر على هذا المقدار خوفاً من الإطالة.

وإذا دقّقنا في هذه الإشكالات والتساؤلات نجد أنّها ليست مطروحة على الشعائر الحسينيّة فحسب، بل هي مطروحة على عموم الشعائر الدينيّة، والآن يناقشها المفكّرون في إطار حوار الحضارات، وفي قضايا العولمة، ولذلك اخترت هذه الإشكالات لتوطئة بحث العولمة، والكلام ليس في العادات والتقاليد؛ لأنّ العادات والتقاليد آليات، ولكن المهمّ هو الفكرة التي تتضمّنها العادات والتقاليد.

العولمة وتباين الثقافات

من أهمّ ما يعترض مسألة العولمة هي قضية اختلاف العادات والتقاليد، والهويات القوميّة، واختلاف اللغة اللسانيّة، واللغة غير اللسانية المتمثّلة بالأفعال التي تحمل معانٍ معيّنة؛ لأنّ الإنسان يحمل العديد من اللغات، وكلّ تصرّف يعمله يعتبر لغةً توصل مفهوماً معيّناً. فمثلًا: القيام للشخص الآخر يدل على الاحترام، مع أنّ القيام فعل وليس كلاماً، واختلاف الأعراف في المجتمعات المختلفة قد يصل الى حدّ النقيض، فيكون الفعل حسناً عند امّة، بينما يكون هذا الفعل نفسه قبيحاً عند امّة اخرى، ولا يمكن تذويب اللغات المختلفة في لغة واحدة، وتذويب الآداب المختلفة في أدب واحد، وحمل الهويات المختلفة على هوية واحدة، وقد واجه هذا الطرح العديد من الاعتراضات من قِبل الامم التي تخشى على هويّتها وعلى عاداتها وتقاليدها.

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست