اسم الکتاب : هيويات فقهية المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 257
المغرب مقدار زمني هو بمقدار الوقت الذي كان يوتره الرسول صلى اللَّه عليه و آله قبل الفجر.
و أورد على هذا البيان أن الرواية غاية ما تدل عليه أن الرسول صلى اللَّه عليه و آله و سلم كان لا يأتي بالصلاة عند الاستتار و انما يؤخرها قليلا، و لعل هذا بسبب مقدمات الصلاة و انتظار الجماعة، و نحوها من الامور العادية.
و فيه: ان هذا خلاف ظاهر قوله: «إلى صلاة المغرب»، أي إلى وقت مبدأ صلاة المغرب، و دأب الرسول الاكرم صلى اللَّه عليه و آله و سلم كان بالمبادرة بالاتيان بصلاة المغرب و التعجيل بأدائها كما سيأتي في رواية، مع أن رواية أبان لم تتعرض لدأبه صلى اللَّه عليه و آله و سلم في صلاة المغرب و انما لوتره و انه على مثل الفاصل بين سقوط القرص الحسي و وقت صلاة المغرب، و انما يعلم من الممثل له «صلاة الوتر» حيث أن الحدّ بينهما و بين صلاة الفجر عزية أن الحدّ و الفاصل بين السقوط و وقت المغرب عزيمة أيضا.
الرواية السادسة
صحيحة بكر بن محمد عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، انه سأل سائل عن وقت المغرب؟
فقال: «إن اللَّه يقول في كتابه لإبراهيم: «فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي» فهذا أول الوقت، و آخر ذلك غيبوبة الشفق، و أول وقت العشاء الآخرة ذهاب الحمرة، و آخر وقتها إلى غسق الليل يعني نصف الليل» [1].
وجه الدلالة: ما ذكره صاحب الوسائل عن بعض المحققين أنه موافق لما تقدم، لان ذهاب الحمرة المشرقية يستلزم رؤية كوكب غالباً، و يجوز حمله على عدم ظهور المشرق و المغرب- كوجود حاجب جبلي و نحوه- لكن الاحتمال الثاني خلاف الظاهر بعد كون الرواية في صدد تحديد الوقت لا التعرض لكيفية الاحراز