اسم الکتاب : هيويات فقهية المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 211
الفجر في الليالي القمرية
هل يتأخر الفجر في الليالي المقمرة عن غيرها؟ أو أنه لا يتأخر بل هو بوزان بقية الليالي، فلا فرق في تحقق الفجر بين الليالي المقمرة و بين غيرها في كون الفجر حقيقة واحدة لا تفاوت فيها.
قد أثار هذا البحث المحقق الهمداني قدس سره في مصباح الفقيه، و ارتأى أن الليالي المقمرة يتأخر فيها الفجر، و جزم بان ذلك ظاهر فتاوى الاصحاب.
كما أشار صاحب الجواهر قدس سره إلى وجهي المسألة و لم يجزم بالتأخّر و انما أبدى احتياطه في التأخر في الليالي المقمرة، إذ قال: «نعم ينبغي التربص فيه حتى يتبين و يظهر، خصوصا في الليالي البيض و الغيم، للاحتياط في امر الصلاة، و ايماء التشبيه بالقبطية البيضاء و نهر سوري و خبر ابن مهزيار» [1].
و ما أفاده يغاير ما اختاره المحقق الهمداني، إلّا أن فيه اشارة خفية له، و لعلها سببت اثارة هذه المسألة بصورة مستقلة.
و من الفقهاء الذين اختاروا ذلك تبعا للمحقق الهمداني السيد الامام الخميني قدس سره فقد جزم بتأخر الفجر في الليالي المقمرة، و استدل بوجه يختلف عمّا ذكره المحقق الهمداني.
و قبل الدخول في البحث عن كلا الوجهين المُستدل بهما في المقام لا بد من صرف العنان إلى معرفة موضوع المسألة التكويني بصورة واضحة.