اسم الکتاب : في رحاب الزيارة الجامعة الكبيرة المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 97
المفسّرين، بل هو كما أشارت له روايات أهل البيت عليهم السّلام: أنّهم هم أصحاب الأعراف، هم المتوسّمون، و هم الحكّام، و هم ديّان يوم الدين، نيابة عن اللّه عزّ و جلّ، كما مرّ شرحه مفصّلا بالشواهد السابقة المشار إليها.
هكذا صوّرت مدرسة أهل البيت عليهم السّلام هذا المعنى، فالمداينة و المحاسبة يوم القيامة هي فعل من أفعال الباري، يوجده اللّه عزّ و جلّ و لو على أيدي شرفاء مخلوقاته، لأنّه هو الذي يمدّهم، يمدّ ذواتهم و يمدّ أفعال ذواتهم. يقول تعالى: عِبادٌ مُكْرَمُونَ* لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ[1]، عباد مكرمون، و كرامتهم على اللّه أنّ كلّ حركاتهم و سكناتهم و إرادتهم و مشيئاتهم صادرة عن إرادة و مشيئة اللّه، فنقمتهم من نقمة اللّه، و غضبهم من غضب اللّه. و كذا قوله:
«يغضب لغضبها» فأحد تفاسير هذا الحديث الشريف هو أنّ رضا فاطمة عليها السّلام هو صادر من رضا اللّه عزّ و جلّ، و أنّ غضبها هو من غضب اللّه، أو تابع لغضب اللّه.
نظير عبارة الإياب و الحساب في القرآن الكريم
على ذلك فهذه العبارة: و إياب الخلق إليكم، و حسابهم عليكم هي