كذلك يسند القرآن الكريم إسنادا ثالثا فيقول: وَ لَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْبارَهُمْ وَ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ[2] إسنادات ثلاثة، تارة إلى ذاته المقدّسة، و تارة إلى عزرائيل، و تارة إلى الملائكة أعوان عزرائيل، و ليس ذلك تناقضا في القرآن الكريم، بل إنّ هذا هو التوحيد. و هو كذلك في الحاكميّة، و كذلك في الإحياء، فهو يسند الإحياء تارة إلى ذاته المقدّسة، و تارة إلى إسرافيل يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ[3]، فقال: ينفخ و لم يقل: أنفخ في الصور.
فأفعال الالوهيّة عند اللّه عزّ و جلّ- إذا- من إحياء و إماتة، و حاكميّة و ديّانيّة، يجريها اللّه تعالى على يد المقرّبين و المكرّمين من مخلوقاته، و هي بتوسّط أشراف مخلوقاته، أي مخلوقاته الشريفة، التي هي من الملائكة المقرّبين و من الأنبياء و الرسل، فأفعالهم تسند إليه تعالى، لأنّ كلّ فعلهم قائم به، و كلّ وجودهم قائم به.
أمّا عن تصوير القرآن الكريم و أهل البيت عليهم السّلام لحاكميّة اللّه في