اسم الکتاب : في رحاب الزيارة الجامعة الكبيرة المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 46
في الطريق و في الروضة كرامات عجيبة، بل معجزات غريبة يطول ذكرها، فالحاصل أنّه لا شكّ لي أنّ هذه الزيارة من أبي الحسن الهادي عليه السّلام- بتقرير الصاحب عليه السّلام- و أنّها أكمل الزيارات و أحسنها، بل بعد تلك الرؤيا أكثر الأوقات أزور الأئمّة عليهم السّلام بهذه الزيارة، و في العتبات العاليات ما زرتهم إلّا بهذه الزيارة» [1].
و يقول العلّامة السيّد عبد اللّه شبّر قدّس سرّه (المتوفّى سنة 1242 ه):
«لا يخفى على اولي البصائر النقّادة، و أرباب الأذهان الوقّادة، و ذوي العقول السليمة، و أصحاب الأفهام المستقيمة، أنّ الزيارة الجامعة الكبيرة أعظم الزيارات شأنا، و أعلاها مكانة و مكانا، و أنّ فصاحة ألفاظها و فقراتها، و بلاغة مضامينها و عباراتها، تنادي بصدورها من عين صافية نبعت عن (ينابيع الوحي) و الإلهام، و تدعو إلى أنّها خرجت من ألسنة نواميس الدين و معاقل الأنام، فإنّها فوق كلام المخلوق و تحت كلام الخالق الملك العلّام، قد اشتملت على الإشارة إلى جملة من الأدلّة و البراهين المتعلّقة بمعارف (اصول الدين)، و أسرار الأئمّة الطاهرين، و مظاهر صفات (ربّ العالمين)، و قد احتوت على رياض نضرة، و حدائق خضرة، مزيّنة بأزهار المعارف و الحكمة، محفوفة بثمار أسرار أهل بيت العصمة، و قد تضمّنت شطرا