اسم الکتاب : فقه المصارف و النقود المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 9
كلمة الاستاذ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد للَّه ذي الآلاء و الإفضال، المنعم على عباده بالبركات، و الصلاة و السلام على النذير بحرمة مظالم العباد، و على آله الهداة إلى موارد الحلّ عن الحرام، و بعد:
فقد قال تعالى في محكم كتابه الخالد: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا) و ظاهر الآية الإخبار عن نحو صراع نفساني في هذه النشأة الدنياويّة يبتلى به آكل الربا بسبب استحلاله تحت ذريعة أنّ الربا نحو اتّجار بالمال و قد صرّحت بذلك بعض الروايات [1].
و قال: (وَ أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَ حَرَّمَ الرِّبا)[2] أي أنّ قناة مبادلة الأموال صالحة للبيئة الماليّة الاقتصاديّة في المجتمع البشري بخلاف طريق الكلّ و التطفّل على أموال و جهد الآخرين، فإنّه ضارّ بعموم الحياة الماليّة و الاقتصاديّة.
و قال: (فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِن ربِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَ أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَ مَنْ عَادَ فَأُولئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [3] فجعل حرمة الربا من الكبائر المتوعّد عليها النّار.