[المدخل]

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل المبعوثين بالكتاب المهيمن، والهدى المبين، محمّد وعلى آله المصطفين، ورثة الكتاب.

وبعد:

فقد وفّق سبحانه لنشرع في بحوث ودروس التفسير مع ثلّة من الأفاضل منذ سنة 1427 ه. ق، وكان منوال البحوث بالابتداء بسورة الحمد ثمّ سورة البقرة، وهو النهج التفسيري التسلسلي المعتاد الذي قد يعبّر عنه بالتفسير التجزيئي مقابل التفسير الموضوعي الذي يعتمد على وحدة الموضوع والمفردة التفسيريّة في جملة السور القرآنيّة ليستخلص الرؤية القرآنيّة المتكاملة حول ذلك الموضوع الموحّد، والذي قد يصطلح عليه ب التفسير المفسّر للقرآن واستعانته بالقرآن مع هداية السنّة الشريفة.

ولكنّا اعتمدنا نهجاً آخر في ضمن النهج التسلسلي ليضفي على البحوث تنوّعاً وحيويّة أكثر، وتلبية لسجالات فكريّة ساخنة في الساحة العلميّة والعامّة، وهو نهج تفسير الآيات المحكمات، وهو يغاير كلّاً من التفسير التسلسلي التجزيئي والتفسير الموضوعي، ويمتاز عنهما في جملة من الخواصّ، وما رامه المفسّر الكبير العلّامة الطباطبائي في تفسيريه: البيان والميزان من بلورته النهج التفسيري للآيات القرآنيّة والذي ترشد إليه روايات أهل البيت عليهم السلام هو أشبه بالتفسير الموضوعي، بينما الذي يتراءى من تعليم وبيانات أهل البيت عليهم السلام في الروايات هو تفسير المحكمات، وامتيازاته باقتضاب الفارقة له عنهما هو:

أوّلًا: أنّ فيه يتوخّى الآيات المحكمات المهيمنة على بقيّة الآيات، فهو وإن اشترك