الزکاه في الشريعه الاسلاميه الغراء - السبحاني، الشيخ جعفر

اسم الکتاب : الزکاه في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 2 صفحة : 205

..........

جعله للّه، فکذلک لا یرجع فی الصدقة».[1]
و الحاصل: انّ المالک فی الصورة الأولی دفع المال إلی الفقیر بقید انّه زکاة لاعتقاده باشتغال ذمّته لها. فإذا تخلّف العنوان، یکشف عن عدم تملّکه من بدء الأمر نظیر ما إذا ملّک شیئا لزید باعتقاد أنّه صدیقه، علی وجه لو لا علمه به لما ملّکه، ثمّ تبیّن انّه رجل أجنبی.
لکنّه فی الصورة الثانیة دفع المال للفقیر بعنوان الاحتیاط اشتغلت ذمّتها بها أم لم تشتغل، فیکون التملیک مطلقا غیر مقید بشی‌ء، فإذا تبیّنت براءة ذمّته، لم یکن هنا کشف خلاف، إذ لم یکن معتقدا باشتغال ذمّته حتّی یتصور فیه کشف الخلاف، و منه یظهر حال فرعین آخرین:
1. إذا دفع المال بنیّة الصدقة، واجبة کانت (إذا کانت ذمّته مشغولة بالزکاة) أو مندوبة (إذا لم یکن کذلک). و بعبارة أخری: دفع المال إلی الفقیر بنیة امتثال الأمر الفعلی، فلا یجوز الاسترداد لعدم جواز استرداد الصدقة مطلقا، واجبة کانت أو مستحبة. و ما دفعه مردّد بین الواجبة و المستحبّة.
2. إذا دفع المال إلی الفقیر بنیّة الصدقة إذا کانت ذمّته مشغولة، أو الهبة إذا لم یکن کذلک، فتبیّن عدم الاشتغال، یجوز الاسترجاع، لجواز الرجوع فی الهبة إذا کان الموهوب له من غیر ذوی الرحم.
______________________________
[1]. الوسائل: 6، الباب 24 من أبواب الصدقة، الحدیث 1.

اسم الکتاب : الزکاه في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 2 صفحة : 205

صيغة PDF

شهادة

الفهرست